أهمية التغذية والإرشاد الصحي في دعم الصحة النفسية: دور المرشدين النفسيين في تعزيز الرفاه الشامل
- Fayrouz Soliman
- May 19
- 2 min read
Updated: May 20
في ظل التزايد المستمر في معدلات التوتر، القلق، والاكتئاب، لم يعد كافيًا الاعتماد فقط على الدعم السلوكي والنفسي كوسيلة للعلاج. بل أصبحت الحاجة ملحة إلى اعتماد نهج شمولي يدمج بين الجوانب النفسية والبيولوجية، وعلى رأسها التغذية الصحية.
من هنا يبرز دور المرشد النفسي العصري كمساهم فاعل ليس فقط في تقديم الدعم النفسي، بل أيضًا في التغذية والإرشاد الصحي، مما يرفع من كفاءة وجودة الرعاية المقدمة.

التغذية والصحة النفسية: علاقة متبادلة
أظهرت الأبحاث الحديثة في مجال الطب النفسي التغذوي (Nutritional Psychiatry) أن النمط الغذائي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية، والطاقة، والوظائف الذهنية. فالغذاء ليس فقط مصدرًا للطاقة، بل أيضًا لعناصر ضرورية لإنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المزاج والسلوك.
نقص بعض العناصر الغذائية مثل:
الأوميغا 3: يرتبط بزيادة معدلات الاكتئاب.
فيتامين D: نقصه شائع في اضطرابات المزاج والقلق.
الحديد والزنك والمغنيسيوم: تؤثر على التركيز والاستقرار العاطفي.
لماذا يجب على المرشد النفسي فهم أساسيات التغذية؟
يعتبر الوعي الغذائي أداة مهمة للمرشد النفسي، حيث يمكن أن:
يساعد في فهم الخلفيات البيولوجية لبعض الأعراض النفسية.
يتيح تقديم إرشادات بسيطة وسليمة لتحسين جودة الحياة.
يمكنه من تحديد الحالات التي تستدعي إحالة للمختصين في التغذية.
يدعم برامج تعديل السلوك الغذائي المرتبط بالإدمان، اضطرابات الأكل، أو التوتر المزمن.
محاور أساسية من دبلوم التغذية والارشاد الصحي التي تدعم المرشدين النفسيين:
تم الاستناد في هذا المقال إلى محاور دبلوم التغذية والإرشاد الصحي الموسع المقدمة من HSSI، والتي تم تصميمها خصيصًا لتأهيل المرشدين النفسيين للعب دور فاعل في تعزيز الصحة الشاملة. ويشمل هذا الدبلوم المحاور الأساسية التالية:
العلاقة بين التغذية والصحة النفسية: فهم كيف يؤثر الطعام على السلوك والمزاج.
التغذية في مراحل الحياة المختلفة: الأطفال، المراهقين، البالغين، وكبار السن.
مهارات الإرشاد والتواصل الصحي: كيف تنقل المعلومة الغذائية بطريقة فعالة ومقنعة.
بناء برامج توعية وتعديل سلوك غذائي: خاصة في البيئات المدرسية أو المجتمعية.
الصحة المجتمعية والوقاية: دور المرشد في تعزيز أنماط الحياة الصحية ومكافحة العادات الضارة.
تكامل الأدوار: نموذج الرعاية المتكاملة
يعكس التعاون بين معهد HSSI وكلية نوتنج هيل البريطانية من خلال تقديم دبلومات التغذية والإرشاد النفسي. نموذجًا رائدًا في دمج الإرشاد النفسي بالتوعية الصحية ضمن برامج تدريبية ومهنية معتمدة.
المدارس ومراكز التوجيه الطلابي
عيادات الصحة النفسية المجتمعية
برامج الوقاية من الإدمان
المبادرات الوطنية لتعزيز الصحة العامة
خاتمة
في عالم متسارع يعاني من ضغوط نفسية متعددة، لم يعد دور المرشد النفسي محصورًا في جلسة استماع أو علاج سلوكي. بل أصبح مسؤولًا عن دعم الفرد من جميع الجوانب، وعلى رأسها الجانب الغذائي والصحي. كما أن الاستثمار في تدريب المرشدين على أساسيات التغذية والإرشاد الصحي هو استثمار في صحة مجتمعاتنا.